
تُوفِّيَت منذ قليل الفنانة الكبيرة شويكار عن عُمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض، وَنَعَت نقابة المهن التمثيلية الفقيدة في بيان رسمي قالت فيه "وفاة الفنانة الكبيرة شويكار.. رحم الله الفقيدة وألهم أهلها وجمهورها الصبر والسُّلوان". وحتى الآن لم تُعلن النقابة، أو أسرة الفنانة، عن تفاصيل دفنها ومراسم العزاء.
أصاب خبر موت شويكار الوسط الفني بصدمة كبيرة جدّاً، حيث ظهرت منذ فترة قريبة لتُؤكِّد أنها بخير، وأنها قد تعود للوسط الفني في حال ظهور عمل يُعجبها، أو دور يحفظ لها تاريخها وقيمتها.
كانت شويكار قد أُصيبت منذ فترة بشرخ في الحوض بسبب سقوطها، ما أدَّى إلى مُضاعفات خطيرة أُجريت بسببها عملية جراحية، والتزمت المنزل لفترة طويلة.
وُلِدَت شويكار بالإسكندرية عام 1938 لعائلة مكوَّنة من أبٍ مصري الجنسية، تُركيِّ الأصل، وأُمٍّ شركسية، واكتُشفت موهبتها الفنية بالصُّدفة في نادي سبورتنغ في الإسكندرية، وانطلقت في مسيرتها الفنية وقدَّمت أدواراً تراجيدية، ثم اكتشفها المخرج فطين عبد الوهاب؛ إذ وجد فيها موهبة فنية، خاصَّةً في مجال الكوميديا.
تزوَّجت شويكار بالمُحاسب حسن نافع، وبعد موته تزوَّجت بالفنان فؤاد المهندس، حيث قدَّما واحداً من أبرز الثُّنائيات في تاريخ السينما المصرية، ثم انفصلا بعد ذلك، كما كانت قد تزوَّجت بالكاتب الراحل مدحت يوسف.
في آخر حوارتها مع "اندبندنت عربية" قالت شويكار عن حالتها الصحية الأخيرة، إنها منذ فترة تعرَّضت لانزلاق أدَّى إلى حُدوث كسر في الحوض، وأجرَت عملية جراحية، ثم استسلمت للراحة التامة بناءً على تعليمات الأطبَّاء، حيث عانت من مشكلات في الحركة. وأكَّدت أنها انزعجت منذ فترة بسبب تردُّد أخبار عن وفاتها، وتدهوُر حالتها الصحية، وفقدان النطق، والدخول في غيبوبة.
أضافت النجمة المصرية في حوارها "رغم أنني لا أتحرَّك من منزلي، فإنني أُمارس حياتي الطبيعية، وأُقابل أقاربي وأصدقائي، لكن بمنزلي، حيث ما زلتُ أُعاني بعض المشكلات في الحركة، لكن في سبيلها للتحسُّن، وقريباً إن شاء الله قد أعود للعمل إذا وجدتُ شيئاً جيداً يُحفِّزني للعودة للفن".
سألناها عن سبب عدم ظهور مُمثلة جديدة مثلها على القدر نفسه من الموهبة والأنوثة والرومانسية، فقالت "لا تسألوني، بل اسألوا الناس، فلا أعلم، ولا أستطيع أن أشكُر في نفسي، ولكن إذا لم يشعر الجمهور تجاه ممثلة ما بنفس ما شعر تجاهي فهذا أعتبره تميُّزاً أحمد الله عليه، وأعتقد أن كل ممثلة لديها ما يُميِّزها، وربما الوقت الذي ظهرت فيه ونوعية الأعمال التي قدَّمتها كانا مُختلفين، ووضعاني في منطقة أخرى".
عن رأيها في مُمثِّلات الجيل الجديد، قالت في حوارها مع "اندبندنت عربية": "هناك فنانات رائعات، وأعتبرهن ملكات في السينما، وعلى رأسهن هند صبري ومنى زكي ومنة شلبي، فقد أستطعن تقديم أعمال متنوعة وجيدة، وإذا كان جيلنا فيه ممثلات جيدات فهذا الجيل أيضاً فيه فنانات على قدر كبير من الموهبة والاجتهاد والمسؤولية، وحقَّقن نجومية في أعمال درامية وسينمائية، وقدَّمن موضوعات جادَّة تهمُّ الناس".
أما عن النجمة يسرا فقالت "هي موهبة استثنائية في الفن العربي كله، وأكثر الفنانات المُبدعات، فقد استطاعت أن تطوِّر نفسها، وتميَّزت في السينما والتلفزيون على مدار سنوات طويلة".
على مستوى الدراما التلفزيونية، اعتبرت أن الفنانة سوسن بدر أميرة الدراما العربية، وهي واقعة في غرام أدائها المتميز الراقي، وخصوصاً أنها تتمتَّع بشخصية فنية مميزة، وتُجيد اختيار أدوارها. وقالت "أتابع كل أعمالها"، كما أشادت بالفنانة صابرين، ووصفت عبلة كامل بـ"صاحبة الأداء الطبيعي"، أما ريهام عبد الغفور فاعتبرت أنها "أميرة في كل أدوارها".
وهناك نجوم رجال حالياً ترى أنهم امتداد للأجيال القديمة من حيث الأداء والوسامة في زمن أفلام الأبيض والأسود، وعنهم قالت "أحب كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد عز، فهم مخلصون ومجتهدون في عملهم، وقدموا سينما مختلفة، ومع كل عمل يقدمه أي منهم أجد جديداً ولافتاً، كما أنهم نقلوا السينما إلى منطقة أكثر حداثة ومُواكبة للعصر".
وعن الاختلاف بين الماضي والحاضر في الفن والحياة، تقول "تُزعجني حالياً أمور كثيرة، أبرزها أن الناس أصبحوا أكثر طمعاً وجشعاً، والمادة تُسيطر عليهم، بينما زمان لم تكُن الحياة هكذا، بل كان هناك حب وتراحم وشفقة وود ومبادئ وترابط بين الناس، ويُحزنني ما أراه الآن من تفكك وطمع وبلطجة في المجتمع، ويُحزنني أكثر أن أجد هذا يعرض على الشاشات بصورة مُتكرِّرة".
وتتساءل "لماذا نُقدِّم للجمهور العُنف والدم والعصابات والبلطجة على الشاشة؟".
تُواصل "كُنتُ أتابع مسلسل (الأخ الكبير) الذي يُعرض حالياً، وكنت مُستمتعةً؛ لأنه عمل اجتماعي جميل يدعو إلى الترابُط الأُسري، وأن الأخ الأكبر يربط العائلة ويخاف على إخوته، وفجأةً انقلب المسلسل إلى عصابات وعُنف، وكنتُ أتمنَّى أن يظل العمل مُتمسكاً بخطِّه الرئيس، وهو دراما العائلة والترابُط العائلي".
تُضيف "أُتابع أيضاً مسلسل (ختم النمر) بطولة أحمد حسني، وأعجبني العمل جدّاً، لأنه يسير في خط رومانسي رقيق، ويُروّج للمبادئ الأخلاقية من خلال الشخصيات التي يُجسّدها أبطال العمل، وهذا ما نحتاج إليه".
أكَّدت أن "الشاشة يجب ألا تكون نافذةً للسلوكيات السيئة وانعدام الأخلاق، فالفن رسالته سامية، ويجب أن يُعلِّم الناس الحب والرومانسية".
حين قلنا إن كثيراً من جمهور شويكار يتمنَّى عودتها إلى التمثيل، وحين سألناها عن إمكانية ظهورها مجدداً في عمل جديد ردَّت سريعاً "قولوا للجمهور إنني سأعود قريباً، بمجرَّد أن يُعرَض عليَّ عمل جيِّد".
نفت النجمة الكبيرة ما تردَّد عن اعتزالها الفن، وقالت "أفكر في العودة، ولا أستبعد ذلك إذا وجدت عملاً يستحق أن أعود، فأنا أحب الفن، ولا أحب كلمة اعتزال أبداً، وفي حال عودتي أتمنَّى تقديم قيمة وفكرة ورسالة جيِّدة للناس، وبشرط أن يتعلق الموضوع بالأسرة والحب والترابط العائلي".
المصدر: اندبندد عربية